عندما نتحدث مع طفلي لا يعيرنا أي اهتمام وإنما يهتم باللعب فكيف نوجهه؟

0 التعليقات


السؤال
طفلي يبلغ من العمر 28 شهرًا؛ وحتى الآن لا يتكلم سوى كلمات خفيفة (مثل: بابا, ماما) فقط, علمًا بأن حاسة السمع لديه جيدة، وعندما نطلب منه أن يأتي ببعض الأشياء يقوم بالإتيان بها، لكن ليس في كل الحالات، أو بمعنى آخر حسب هواه، وهو دائمًا متعلق بمشاهدة الإعلانات التلفزيونية، أو اللعب بالسيارات الصغيرة، ونحاول أن نتحدث معه؛ لكنه لا يعيرنا أي اهتمام، وإنما يهتم فقط باللعب والجري داخل المنزل، وهو ولد وحيد ليس لديه إخوة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا, والكتابة المفصلة لنا.

الأصل في طفل في هذا العمر اليافع أن يسهل علينا تربيته, وحسن توجيهه بالطريقة التي نريد، من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا بالإضافة إلى الاستيعاب والتدبر.

أريد أن أطمئنك أن هناك أملًا كبيرًا بنسبة 100% بحسن تدبير التعامل مع طفلك، ولكن لا بد لهذا من أمرين مطلوبين:

الأول: أن نتعلم مهارات تربية الأطفال والتعامل معهم، وما هي احتياجاتهم في كل مرحلة، وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وسواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل معهم، أو ما نسميه "تدريب الوالدية".

الثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتعنيف, فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادًا وصعوبة.

ومن الصعب جدًّا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدًّا، وبدلًا من أن أقدم لك سمكة - كما يقول المثل الصيني - فالأفضل أن أدلك على طريق صيد السمك، فعليك بمعرفة طرق تربية الأطفال من خلال هذه الكتب أو الدورات المتخصصة.

يبدو أن طفلكم هذا هو الطفل الأول حيث لم تختبروا بعد طبيعة مهمة تربية الأطفال، وهو ما يزال في 28 شهرًا من عمره!

ومن الطبيعي في هذه العمر أن يحاول الطفل التهرب من أي طلب يُطلب منه، ليس لمشكلة سمع عنده، وإنما لأنه يريد أن يأخذ "حريته" فيما يفعل أو لا يفعل.

ومن المفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، انتباه الكبار من حوله - خاصة الوالدين -.

والتحدي الكبير هنا أن قواعد التربية وعلم النفس تقول: إن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف كأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدلًا من أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي - كعناد الطفل - لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، والنتيجة الطبيعية هي تكرر هذا السلوك وهذا العناد؛ لأنه يأتي للطفل بالكثير من الانتباه، ولو رافقه الضرب أحيانًا، بينما يتجاهلون - بنيّة حسنة - السلوك الجيد - كأن لا يلاحظوا مثلًا أن طفلهم يتعاون معهم, ولا يكون عنيدًا - ولذلك يقلّ عنده هذا السلوك مع مرور الأيام, مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحًا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن المقبول، وصرف النظر كليًا عن السلوك السلبي غير المقبول.

حفظ الله طفلكم من كل سوء، ورزقكم الذرية الصالحة.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

هل ابني مصاب بالتوحد؟

0 التعليقات


السؤال
السلام عليكم
ابني يبلغ من العمر سنتين ونصف، وأخشى أن يكون مصاباً بالتوحد، فلديه تأخر بالنطق، وينطق فقط بضعة كلمات بسيطة: ماما، بابا، دادا، وأسماء اثنين من أعمامه بطريقة مفككة، وأيضاً كلمات بسيطة أحياناً مثل هيّا عندما يريد الخروج، فيقوم بسحب والده ويقول له: هيا، ويقول بيبي للأشخاص الذين يحبهم، يتواصل معي بصرياً ويفهم أنا غاضبة أم راضية عنه، فيأتي ليراضيني ويقبلني، يفهم بعض ما أقوله، كأن أقول له: هيا نذهب لجدتك، فيذهب ليحضر عبايتي بدون أن يعبر لفظياً أو حركياً بتعابير وجهه بالموافقة أو الرفض، وحين أقول: هيا ندور، يأتي مسرعاً ويمد يديه لأقوم بتدويره واللعب معه، يطالبني بالطعام حين يكون جائعاً فيبكي ويتذمر بطريقة معينه أفهمها، ومتعلق تعلقاً شديداً جداً بوالده، يحضنه طوال الوقت ولا يريده أن يبتعد ويبكي عند خروجه، ومتعلق أيضاً بعمه، وعندما يرى أن عمه سيخرج يمد يديه يريد الخروج، ويحب عمته أيضاً الحب نفسه ويقبلهم ويحتضنهم.

في المقابل لا يريد من باقي الأشخاص أن يقتربوا منه، ولا يستجيب لهم عند مناداته، وعندما يحاولون التحدث معه يغضب ويقوم بالصراخ، ولا يحب الأطفال، وغالباً لا يلعب معهم بل يقوم بضربهم أحياناً، لكن يوجد طفل في العائلة يحبه ويلحقه في كل مكان يريد اللعب معه، يكره معظم الألعاب، يحب فقط كرة القدم والسيارات، ولا يقوم غالباً بركوب السيارة اللعبة بل يقلبها ويدور عجلاتها، يحب تدوير الأشياء جميعها، الأكواب والصحون، ويحب الماء واللعب فيه، أجده دائماً يلعب بالماء في الحمام، وحين أراه يضحك لأنني قبضت عليه ويجري، ويحب كثيراً ركوب السيارة الحقيقية مع أبيه، وأن يحاول قيادتها، أقول له أنا وعماته: قبلني، فيقوم بالابتسام ويقبلنا وأحياناً يعاند ولا يرد، يكره العنف ومشاهد الصراخ أو الضرب فيقوم بالبكاء والصراخ ليتوقفوا، يعشق مشاهدة أغاني الأطفال والفواصل الإعلانية، فعندما يشاهدها يتجاهلنا ولا يرد ولا يستجيب إلى أن نغير القناة، وهو كثير الحركة والجري، و يلعب غالباً بمفرده، ولا يندمج أبداً مع الأطفال، لكنه يفرح كثيراً عند اللعب مع والده أو عمه أو عماته، و يخاف في الأماكن العامة، وعند رؤية الغرباء، ويصبح عنيداً كثير الصراخ عند عدم إعطائه ما يريد، يكره النساء جداً، فيقوم بضربي والصراخ والبكاء عند وجود نساء غريبات في بيتنا، أما مع والده فيجلس مع رجال غرباء ولا يفعل شيئاً، أقوم بضربه أحياناً، وحين أغضب منه وأقترب يضع يديه على وجهه خوفاً من أن أضربه، تصرفاته حيرتني كثيراً، أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضاً لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.

ولا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب مع الأطفال، نعم قد لا يحب الاختلاط بالغرباء إلا أنه وكما فهمت يلعب مع الآخرين، ولا يحب أن يبقى بمفرده، فكل هذه صفات يمكن أن توجد عند الطفل الطبيعي.

ومعظم الأطفال أحيانا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، فيحاول أن لا يستجيب، فلا تقلقي.

وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على طبيب أطفال، ليقوم أولاً بالفحص العام والشامل، ولينفي وجود أي شيء جسدي مقلق، كفحص الحواس وغيرها، والغالب أنه لن يجد شيئا، ولكن ليطمئن قلبك.

حفظ الله طفلك، وأقرّ عينكم.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

أطفالي لا يسمعون كلامي... فكيف أتعامل معهم؟

0 التعليقات


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أواجه مشكلة مع أطفالي, لدي فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات, وفتى يبلغ من العمر 4 سنوات, أعاني معهم كثيرا كي أجعلهم يستجيبون لي, لكن بلا فائدة, ومشكلتي أني لست من النوع الصبور, فإن لم يستجيبوا أغضب بسرعة, وأحيانا ألجأ إلى ضربهم, لكني أندم بعد ضربهم.

وأيضا لا يستجيبون لي حين نخرج من المنزل, الفتاة ذكية جدا وواعية, والفتى يحاول أن يقلد أخته, وأحاول أحيانا المسايرة فأقول له مثلا: اسمعوا كلامي وأعطيكم شوكولا, لكنهم يسمعون كلام والدهم فقط.

أحاول دائما أن أرشدهم كيف يتصرفون لكنهم لا يصغون, أيضا يضربون بعضهم البعض ويتشاجرون كثيرا.

وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك –ابنتنا الكريمة– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يُصلح لنا ولكم النيّة والذرية، وشكرًا على الاهتمام بالسؤال.

الإنسان بحاجة فعلاً إلى معرفة بطبيعة هؤلاء الصغار وطبيعة الفترة العمرية التي يمرون بها، وما يحدث من أطفالك –ابنتي الكريمة– أكثر من طبيعي وأكثر من متوقع، ودائمًا علماء التربية تكلموا عن استجابة الأطفال لتعليمات أمهاتهم، بخلاف الأمر مع الآباء، ذلك لأن الطريقة التي تُلقي بها الأم التعليمات طريقة لا تحمل طابع الحزم أو الجدية، كما أن مسارعة الأم إلى بذل البدائل، إلى تقديم الشكولاتة، إلى غير ذلك من الأمور، يجعل الطفل يتردد كثيرًا، ويجعل الطفل يفاوض، وهذا ما لا نريده، لأننا نريد من الطفل أن يؤدي الواجبات دون مقابل، لأنه إذا أدى الواجبات بمقابل فهذا أمر من الخطورة بمكان، ولكن لا بأس من مكافئة المُجد، ونفضل دائمًا المكافئات المعنوية، التي تنصب على العمل الجميل وليس على الطفل نفسه.

لذلك أرجو ألا تنزعجي طويلاً، ولكن نتمنى (أولاً) ونحذر من استعمال الضرب أو الصراخ أو الشدة معه، وأرجو أن تجربي التغافل والإهمال، فإنه أنجع وأفيد إذا كان الطفل يحاول أن يُعاند، فإننا ينبغي أن نمرر هذا العناد ولا نقف عنده طويلاً، حتى لا يترسخ المعنى السالب في نفس الطفل.

هذه مسألة أرجو أن يكون لك اهتمام كبير بها، وأرجو أن تدركي أيضًا أن هذه المرحلة هي طبيعة هذه السن، الفئة العمرية التي يمر بها هؤلاء الصغار، وأي ثناء على الطفلة (مثلاً) يجعل الولد يغار، وكذلك العكس، فلا بد أن إقامة العدل، ولا بد من إشباعهم بالاهتمام، ولا بد من وضع أنظمة واضحة للبيت (نريد أن نفعل كذا، والممتاز يفعل كذا، وأنتم جيدون، وكذا) إلى غير ذلك، ونحاول دائمًا نتحاشى التعليمات المباشرة، خاصة تلك التي تحتمل الإجابة بـ (لا) أو (نعم).

وأيضًا نتجنب النبرة المرتفعة والصراخ عندما يُخطئوا؛ لأن الصراخ يقطع تفكير الطفل، ويوصل للطفل رسالة أن الأم لا تُحبه، وهذا قطعًا لا تريده الأم، لكن هذه هي الرسالة التي تصل، والضرب له آثار خطيرة، ولا يجوز ضرب الأطفال في هذه السن, قيل للإمام أحمد: أيُضْربُ الصبيان؟ قال: (على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشرًا) وفق شروط كثيرة جدًّا عدَّها العلماء.

ولذلك أرجو تجنب استخدام هذه الوسيلة، وتجنب إظهار أيضًا الندم بعد العقوبة، لأن هذا أيضًا يُشعرهم بأنهم مظلومين، وبأنهم مساكين، وبأن الأم كانت مخطئة، وهذا في حد ذاته شعور لا نريد أن يكون عندهم، فإذا أخطأ المربي في العقوبة فلا ينبغي أن تبكي الأم وتعتذر وتندم –إلى آخره– لأنها تفرغ العقوبة رغم أنها كانت خطأ من مضامينها ومن معناها، ولذلك هذا ما أرجو أن تنتبهي له.

كما أرجو أن يكون لكم خطة موحدة -أنت ووالد الأطفال– في التربية، لا يأتي الأب يقول (يمين) والأم تقول (يسار) أو الأم تشتد والأب يُدلل، لا بد أن يكون الخط واحدًا، فإذا نهت الأم عن أمر الأب يقول أيضًا (أنا أحبكم ولا أحب هذا، اسمعوا كلام أمكم) وهي تقول (اسمعوا كلام الأب)، وبهذه الطريقة.

ونتمنى أن تحاولي الدخول إلى دورات تربوية تتعلمي فيها خصائص الفئات العمرية، لأنك ولله الحمد في بدايات الحياة، وتستطيعين أن تُدركي الكثير من الأشياء، فأرجو أن تهتمي بهذا الجانب، بالقراءة في الجانب التربوي، وتستطيعين أيضًا من خلال الموقع أن تدخلي على دورة اسمها (قواعد السعادة الأسرية) موجودة على هذا الموقع، ونشكر لك اختيار الموقع، وستجدي هناك بعض التوجيهات الهامة، وأرجو كذلك أن تتعمقي أكثر في معرفة خصائص هذه الفئة، فمثلاً أربع سنوات سيكون عنده كثير من الأسئلة، وستخرج منه بعض الألفاظ، وسيكون ميّالاً إلى المحاكاة، خاصة مع وجود هذه البنت.

خمس سنوات هذه يسمونها (سن التمحور/التمركز حول الأم) وهذا ما ظهر لك على أنه ذكاء، وأيضًا هذه المرحلة –خمس سنوات– دائمًا يكون فيها الطفل يبدأ عنده روح الأنانية، يعني الميل لاكتساب كل الألعاب عنده، فلا تشتدي عليها، فهذه طبيعة مرحلة عمرية.

هذه السن أيضًا أنت بحاجة فيها إلى توفير إشباع عاطفي لكلا الطفلين، خاصة الطفل الأصغر، وحتى لا يشعر أن الأولى مميزة وأنكم تُثنون على ذكائها.

وأرجو أن تخصصي لكل واحد منهم وقتا، ونتمنى أن يكون للأب أيضًا دور في أخذ الطفل أحيانًا معه، حتى يخلو الجو للبُنيّة في داخل البيت، ولا مانع من أن يأخذ البنت أحيانًا أخرى، ولكن الذي يأتي بالاحتكاكات هو هذا الوجود الدائم بينهم.

كذلك أيضًا ينبغي أن تجتهدي في الاهتمام بالعدل بينهما، وهذا مبدأ شرعي، فينبغي أن يشعروا بالعدل.

أرجو ألا تنزعجي ولا تُظهري عجزك عن تربيتهم، أو أنك تعبت منهم، لأن هذا يزيد الحالة سوءً, كذلك عندما يتشاجرون أرجو ألا تنفعلي، فالشجار مفيد بالنسبة لهم، ولكن عند الشجار لا بد أن نفرق بينهم، ثم بعد ذلك نعطي وظيفة، نقول للبنت (روحي المطبخ هاتي كذا) ونقول للولد (انظر المجلس، انظر هل هناك أحد على الباب) ثم بعد ذلك أبدأُ أحاورهم وأقول للبنت (أخوك يحبك) آتي بها وأقول لها وحدها: (هذا أخوك يحبك، وهو أخوك الأصغر) ثم آتي للأخ الأصغر فأقول: (هذه أختك تحبك، وأنت لا بد أن تحبها وهي أكبر منك) وهكذا.

ثم بعد ذلك أحاول أن أفهم منهم ما هو سبب الشجار، ثم بعد ذلك نشترك في أنشطة مفيدة، (ننظف الحجرة، نجمع الأوراق المبعثرة) نشركهم في أشياء تشغلهم عن الشجار الزائد فيما بينهم.

المهم التربية تحتاج إلى حضور فاعل، ونعتقد أن تواصلك مع الموقع والسؤال هو البداية الصحيحة، ونتمنى أن تتواصلي بالموقع حتى نتعاون معك في شرح ما تحتاجه الفئات العمرية، ويفضل طرح مشكلات عملية حتى نستطيع أن نصل إلى قواعد تساعدك في تربية أبنائك.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

مراهقة كتومة وسلبية ولاتترك الجوال من يدها، ماذا نفعل معها؟

0 التعليقات


السؤال
السلام عليكم
أعرف فتاة عمرها بين 17 و 18 عاماً، لديها جوال لا تتركه من يدها من استيقاظها إلى وقت النوم؛ لدرجة أن وقت الأكل تؤخره ولا تأكل في الوقت المحدد، أينما تكون في بيتها أو في بيت أي من الأقارب لا تدع الجوال، نرجو منكم إخبارنا ماذا نفعل؛ لأننا إن أخذنا الجوال بغير إرادتها فعندما تستعيده ستتمسك به أكثر، ونحن حاولنا بشتى الطرق تذكيرها بالموت وكيف لو ماتت وهو في يدها -لا قدر الله-؟ وبتحفيزها بالجنة وما فيها من نعيم، وأختها الكبرى حاولت نصحها بأن الله سيحاسبها على الوقت الذي تضيعه بكثرة إمساكها بالجوال.

نريد منكم إخبارنا كيف نستطيع أن نجعلها ولو أن تخفف من كثرة إمساكها بالجوال على الأقل؟ أيضاً هي من النوع الكتوم ولا تتحدث لا عن ما يحدث بالمدرسة أو عن صديقاتها أو أي شيء، نادراً ما تتحدث وكثرة إمساكها بالجوال جعلها كتومة أكثر، وتغيرت بحيث أصبحت سلبية في تعاملها، وهذه الحالة كانت معها وهي أصغر بسنة أو سنة ونصف وتزداد مع كثرة إمساكها بالجوال.


نرجو العون من الله ثم منكم، اللهم اجعله في ميزان حسناتكم، و لكم خالص الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بكِ في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكِ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي موضوع، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيكِ خيراً عن سؤالك، وعن وضع هذه الفتاة وعن حكمها.

وكما نسأل تبارك وتعالى أن يصرف تفكير هذه الفتاة عن هذا الابتلاء التي وقعت فيه، وعن هذه المصيبة التي ألمت بها، فإن ما ذكرته من استعمالها للجوال حتى إنها تترك الطعام والشراب، وتظل كذلك إلى النوم يدل على أنها أصبحت مدمنة لهذا الجهاز، ولا ترعوي ولا تتأثر بما يقال لها من نصائح أو مواعظ أو غير ذلك، لماذا؟ لأنها وصلت إلى درجة الإدمان، والعلماء يقولون: بأن هناك إدمان جديد يسمى إدمان الأجهزة الإلكترونية كإدمان المخدرات وغير ذلك.

ونظراً لأنكم حاولتم وبذلتم كل ما يمكن بذله من النصائح والتوجيهات فأنا أرى -بارك الله فيكِ- أن تكون الخطوة الثانية هي منعها من هذا الجهاز حتى وإن كان هناك مشقة عليها وفيه إيلام لها، وقد يحدث عندها نوع من الانهزامية أو نوع من الانتكاسة أقول كل هذه مسائل وقتية، لأن هذه المصيبة لا علاج لها حقيقة أفضل من تخليصها منها، أنت تقولين أنكم لو أخذتم منها الجهاز بغير إرادتها سوف تتمسك به أكثر، ولكن أقول ما دمتم قد حاولتم بشتى الطرق ولكنها لم تستفد ولم تتعظ، ولم تتأثر ولم تقلل حتى على الأقل من الاستعمال، أرى سحبه منها بأي صورة من الصور وعدم التفاعل مع الأثر المترتب على ذلك.

لكن قبل أن يتم أخذ الجهاز منها أتمنى أن تكون هناك جلسة حانية عطوفة من والدها أو والدتها أو أختها الكبرى، وتقول لها نحن: رأينا من استعمالك للجهاز بهذه الصورة ما ترتب عليه مضرة عظيمة لكِ، وتذكرون لها تلك الآثار التي وردت بالرسالة، ولذلك نحن مضطرون وأنت السبب أن نأخذ منك هذا الجهاز، ولا يمكن أبداً أن نسمح لك باستعماله بعد اليوم، وتأخذون منها الجهاز، ولو لفترة كما ذكرت قد تحدث عندها ردود فعل سلبية ولكنها لن تدوم طويلاً، ما دمتم قد حاولتم بشتى الطرق كما ذكرتِ فإذن لا بد من ذلك.

وأخذ الجهاز سوف يترتب عليه تغيير نمط حياتها بالكلية، فهذا الوقت الذي كانت تضيعه في استعمال الجهاز سوف يكون فارغاً وخالياً وبالتالي كما تعودت ملأه بالجوال ستتعود ملأه بغير الجوال، المسألة سهلة وليست صعبة، لأنها الآن شغلت بالجوال هذه الفترة الطويلة من الزمن، لو أن الجوال تم سحبه منها هذه الفترة سوف يتم تحويل هذا الفراغ إلى شيء آخر، وبالتالي ستتعود مع الأيام ترك الجهاز، أو استعماله عند الحاجة، وأعطوها فرصة من الزمن حتى تستعيد نفسها، وتستعيد وعيها وتركيزها وتصبح طبيعية.

بعد ذلك تقولون لها من الممكن أن نرد إليك الجهاز ولكن شريطة أن يكون فقط للرد على الاتصالات، وليس للعب وليس لغير ذلك من الأمور التي تأخذ الوقت وتقضي على العمر، فإن وافقت على ذلك تردون لها الجهاز ولا حرج في ذلك شريطة أن تستعمله الاستعمال الشرعي المعلوم، وإن عادت مرة أخرى لا مانع من أخذه لأن هذا نوع من العلاج، وليس نوعاً من الحرمان كما يظن البعض، كما هو نوع من العلاج الاضطراري التي اضطرت هذه البنت أهلها إلى أن يتخذوه ضدها، وأن يقفوا منها هذا الموقف المتشدد ولا بد أن تفهم ذلك ولا بد أن تفهموها بأنكم ما فعلتم ذلك إلا رحمة بها وحرصاً عليها وعلى مصلحتها، وأنها هي التي دفعتكم إلى ذلك، ولو أنها كانت تستعمله استعمالاً معتدلاً ما فكرتم في سحبه منها ولكن هي التي جنت على نفسها، وهي التي تتحمل الآثار المترتبة على هذه الجناية، أقول هذه خطوة -إن شاء الله- أتمنى أن تكون موفقة، وأتمنى أن تتعاونوا وأن تأتيكم قوة لأخذ هذا القرار، وألا تتهاونوا فيه تحت التأثيرات السلبية التي قد تظهر عند أخذه منها أو بعد أخذه بقليل.

أسأل الله أن يهديها صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يوفقكم لعلاج الأمر بنوع من الحكمة إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

هل تنصحوني بالدراسة أم بالبقاء في البيت لتربية أولادي؟

0 التعليقات


السؤال
السلام عليكم
أنا أم لثلاثة أطفال، أعمارهم 11 ، 8 ، 2 سنة.

أدرس في معهد إعداد الدعاة، والدراسة فيه مكثفة، شعر دائماً بالقلق والتوتر، والضغط الشديد، مما يؤثر على بيتي، وأصبح طول اليوم مشدودة وعبوسة، وأثر ذلك على أطفالي، فأصبحوا غير مرحين!

رأى زوجي عدم استكمال هذه الدراسة، وأن الأولاد أهم، لأني متحملة مسئوليتهم كاملة، فهو لا يشارك كثيراً، وأنا طبيعة شخصيتي مترددة، ومقتنعة بكلام زوجي، ولكن لا أستطيع أخذ القرار، وقد سبق وسألت إحدى الطبيبات في الجانب التربوي، ونصحتني بترك هذه المشاغل فوراً، وأجعل اهتماماتي جميعها لأولادي وبيتي.

أرجو سرعة الرد لأني في حيرة شديدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مروان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن تربيتك لأولادك لا شك أنها مهمّة، واهتمامك بزوجك وبيتك هو أيضًا واجب يأتي على رأس الأسبقيات، ودراستك في معهد إعداد الدعاة لهو عمل رائع ومطلوب، وجزاك الله خيرًا على هذا التوجه.

أرى أن مشكلتك هي مشكلة إدارة وقت وليس أكثر من ذلك، من يقول لك لا تهتمي بأولادك مُخطئ، ومن يقول لك خففي عليك فيما يخص رعاية بيتك وزوجك أيضًا مخطئ، ومن يقول لا تدرسي في معهد الدعاة أيضًا هو مخطئ، والصحيح من وجهة نظري – أيتها الفاضلة الكريمة – هي أن تتخذي هذه المحطات الثلاث في حياتك كمحفز ودافع إيجابي، وبالفعل هي محفزات عظيمة (تربية الأولاد – الاهتمام بالزوج والبيت – والدراسة المتميزة) فأنت جزاك الله خيرًا تريدين أن تُعدي نفسك إعدادًا صحيحًا فيما يخص الدعوة.

الذي يسعى مثل هذا السعي له التوفيق والسداد من عند الله، وبإذن الله تعالى، لا تتركي شيئًا مما أنت فيه أبدًا، والله سيوفقك، وحتى تأخذي بالأسباب أخذًا صحيحًا أرجو أن تضعي جدولاً يوميًا، تديرين من خلاله وقتك.

نعم نُدرك أن الواجبات أكثر من الأوقات، لكن الشخص المرتب، الشخص الذي يقلق على الأداء، الشخص الذي يسعى لأن يكون عالي الهمة، يستطيع أن يوفق بين كل شيء.

أنا أريد لوقتك أن يُقسم كالآتي:
- لا بد أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، لا تستغربي حيث بدأتُ بهذا، لأني أراه مهمًّا وضرورياً جدًّا.
- لا بد أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب، وبما هو جميل.
- لا بد أن تضعي وقتًا لتجهيز متطلبات البيت والزوج والأولاد.
- دراستك في المعهد إن كانت نهارية فلا أعتقد أن ذلك سوف يتناقض أبدًا مع اهتمامك بأولادك، حيث إن الطفلين الأول والثاني هما الآن في عمر المدرسة والدراسة، والطفل الصغير يمكن أن تضعي له ترتيبًا معينًا حسب ما هو متاح، وذلك من أجل رعايته في فترة غيابك في المعهد.

الأمر الثاني: أنت ذكرت أن الدراسة مكثفة في المعهد، فيمكنك أن تقومي بترتيبات أخرى تقلل هذا التكثيف، نعم قد يكون البرنامج إلزامياً وإجبارياً، لكن أنا متأكد أن الموجودين بالمعهد سوف يتفهمون ظروفك.

القلق والتوتر الشديدين الذين تعانين منهما، هما حافز ودافع إيجابي، ليس حافزًا سلبيًا، وليس هنالك ما يجعلك عبوسة أبدًا، يجب أن ينشرح قلبك لما تقومين به، أنت إنسانة فعالة وناجحة، فيجب ألا تشعري أبدًا بالتثبيط، ولا تعيشي أزمة ضمير في أنك قد قصرت في حق أولادك، أبدًا، أنت الآن تبحثين عن آليات تربوية، وذلك من خلال انضمامك لهذا المعهد، وذلك من أجل إفادة نفسك وأولادك.

أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad
 
مدونه طفلي الاستشاريه © 2012 | الى الأعلى | تعريب وتطوير | مدونة الحوار الإسلامي المسيحي