ماذا أفعل ابني كثير الحركة وأرهقني لدرجة أنني أبكي بسببه؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني عمره سنتين ونصف كثير الحركة وشقي جدا، يضرب الصغار والكبار ويكسر الأشياء ومتعته الرمي يرمي أي شي أمامه، ولاحظت أنه قناص ماهر في هذا المجال، يحب اللعب القوي والشديد الذي لا يناسب سنه ولا تلفته اللعب كباقي الأطفال، الذي يحبه هو مفتاح السيارة الالكتروني فقط مع العلم أنه طيب وحنون وحساس ولكن حركته المفرطة المزعجة وإيذائه للآخرين يحرمني من بعض المناسبات واجتماعي مع أهلي وأقاربي، لما يفعله ابني في أي بيت ادخله يكسر التحف يضرب الأطفال يخرب ويؤذي بشكل مستمر.
حتى إنني اضطررت في بعض الحالات لضربه ولم يحصل مني هذا الشيء قبل أن يكون لدي هذا الولد، يؤرقني كثيرا ولقد فعلت ما بوسعي وسمعت نصائح من حولي ولم يبقى إلا الدعاء الذي لا يفارق لساني أفيدوني جزاكم الله خيرا.
......................................................................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحتسبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونقول لك: عليك بالدعاء كما ذكرت في نهاية رسالتك، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذريتك قرة عين لك.

كثرة الحركة لدى الأطفال هي ظاهرة معروفة جدًّا، وكثرة الحركة تكون كثرة عادية، أو قد تكون مرضية، بمعنى أن الطفل يكون مصابًا بعلة أو متلازمة فرط الحركة والتي تتميز بحركة شديدة لا يستقر فيها الطفل أبدًا وتجده أيضًا مشتت التركيز بشكل واضح ويكون انتباهه ضعيفًا.
داء فرط الحركي بمعناه المرضي يجب أن يكون تشخيصًا طبيًّا وليس تشخيصًا يقوم به الأب أو الأم، لأن هنالك ضوابط كثيرة ومعايير مهمة لا يستطيع أن يلاحظها إلا الشخص المهني وهنا أعني به الطبيب النفسي المختص في أمراض الأطفال.

لا أعتقد أن ابنك يتطلب الآن مقابلة الطبيب، الزيادة والفرط في الحركة من هذا النوع قد يكون عاديًا، لكن بعد أن يبلغ عمر الثلاث سنوات إذا استمرت معه الحالة فهنا أعتقد أن عرضه على الطبيب سوف يكون أمرًا مهمًّا.

التعامل مع مثل حالة ابنك: أولاً يجب أن تقيمي نفسك ودرجة صبرك على ابنك، لأن كثير من الأمهات يصبن بشيء من الانزعاج وافتقاد التحمل والصبر لتصرفات الأبناء، ومن هنا تتجسد وتتضخم لديهنَّ درجة القلق حول تصرفات أبنائهنَّ، ويكون السبب الأساسي هو عدم القدرة على التحمل وعدم القدرة على الصبر. وحتى بعض الأمهات يصبن بشيء من الاكتئاب. أنا لا أقول هذا ينطبق عليك بالطبع، لكنها حقيقة علمية مهمة جدًّا، لأن الموضوع فيه طرفين: الطفل ومن حوله، إذن هل المشكلة في الطفل أو في من حوله، أو أن المشكلة مشتركة؟ .. أعتقد أن هذا كلام معقولاً ومقبولاً.

عمومًا عليك بالصبر، عليك بتحمله، عليك أن تتذكري دائمًا أن هذه الذرية نعمة من نعم الله تعالى.

والأمر الآخر هو: أن تتجاهلي تصرفات الطفل بقدر المستطاع. أعرف أن ذلك صعب جدًّا. ويكون التجاهل لتصرفاته من خلال أن لا تخرجي به كثيرًا لزيارة الناس خاصة في الأسبوعين القادمين. لا نقصد أن نحرم الطفل، ولكن نريد أن نحصره في نمط حياة معينة، وفي البيت عليك أن تلاعبي طفلك، انزلي إلى مستواه الطفولي، والعبي معه الألعاب التي تناسبه، وكوني ميّالة لأن تتجنبي أي لعب يكون فيه شيء من العنف في هذه الفترة، بل على العكس تمامًا اجعليه مثلاً يتعامل مع الدمى - خاصة دمى الحيوانات - بشيء من اللطف والحنان، هذا يبني فيه إن شاء الله تصور وخيال جديد ومختلف.

الأمر الآخر هو: يجب أن تتأكدي من نوعية الغذاء الذي يتناوله طفلك، لأن بعض الأطفال ترتفع لديهم درجة اليقظة والحركة من تناول الشكولاتا.

لا أريدك أن تنزعجي من هذا الأمر، لكن هذه ملاحظة، فأرجو أن تأخذي بها، وإن كان هنالك أي أطعمة معينة قد تكون السبب في إثارة ابنك من خلال ملاحظتك إن شاء الله تستطيعين أن تصلي إلى حل هذا الأمر.
اجعلي ابنك يستفيد من اللعب ذات الطابع التعليمي، هذه تساعده.

اجلسي معه أو دعي والده أو أي أحد آخر في المنزل يجلس معه لمشاهدة البرامج التلفزيونية ككرتون الأطفال وهذه الأمور، ويشرح له ويلاعبه ويجعله يعيش مزاج فيه شيء من الارتياح ويشرد بخياله.

أخرجوا معه في المتنزهات والحدائق، ودعيه يلعب هنا وهناك ليسخر طاقاته بطريقة تجعله يفقد الطاقات السلبية وتُبنى لديه طاقات إيجابية.

حاولي تثبتي له وقت النوم، لأن الساعة البيولوجية عند الطفل حين تكون أكثر انتظامًا تساعده على الهدوء.

والأمر الأخير هو أن تكوني حريصة جدًّا أن لا تضربي الطفل، بل على العكس حاولي أن تشعريه بحبك له، هذا يطمئنه كثيرًا، لأن كثرة الحركة إذا تمازجت مع افتقاد الأمان - أي أن الطفل يحس أنه ليس في أمان - هذا يجعله أكثر قلقًا، وأنا أؤكد لك أن هذه الحالات هي حالات مرحلية إن شاء الله سوف تنتهي.

هذه هي السبل الرئيسية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مدونه طفلي الاستشاريه © 2012 | الى الأعلى | تعريب وتطوير | مدونة الحوار الإسلامي المسيحي