كيف أنظم وقت المذاكرة لتحقيق أكبر فائدة

أنا طالبة في العلوم الشرعية للشهادة الثانوية، وأخصص 10 ساعات يوميا من أجل الدراسة، أرجو إرشادي إلى أفضل طريقة لتوزيع هذه الساعات خلال اليوم لتحقيق أعلى فائدة، مع العلم أني أنام بحدود 8 ساعات.

ولكم الشكر.
.......................................................................................................................................................................
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا وقبل الجواب على سؤالك، نُهنئك على أمرين اثنين:

الأول: على اختيارك تخصص الشريعة الإسلامية، ولا ريب أن هذا إن شاء الله تعالى من حسن توفيق الله وحسن رعايته، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) .

والأمر الثاني الذي نهنئك عليه: هو اجتهادك، وحسن مثابرتك على تحصيل العلم النافع، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن مثابراً، مجتهداً، حريصاً على ما ينفعه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز) فنسأل الله لك البركة والخير والتوفيق.

وأما عن سؤالك عن كيفية استثمار وقت دراستك، فإننا نُشير عليك باتباع الخطوات الآتية:

1- الاستعانة بالله تعالى في أي عمل تريدين إتمامه، وفي أي شأنٍ تعزمين على القيام به، فإن التوكل على الله من أعظم الأسباب في تيسير الأمور، وكفاية الشر، كما قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي فهو كافيه وهو ناصره ومعينه، وقد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (استعن بالله ولا تعجز) وثبت أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) .

2- أول ما تبدئين به في تنظيم أوقات دراستك أن تقومي بتحضير الدرس قبل سماعه من المعلمة، وذلك بأن تسردي كل الدرس المفترض تحصيله في الصباح، ثم تشيرين إلى المواضع المشكلة التي تحتاج إلى زيادة إيضاح أو شرح، بحيث يكون تلقيك للدرس في الصباح هو زيادة تحصيل لما سبق أن أعددته سابقاً، مع شرح للمواضع التي تكون غامضة، أو تحتاج لمزيد إيضاح.

3- بعد الرجوع من الدراسة، وبعد أخذك نصيبك من الراحة، تقومين بمراجعة كل ما سبق وأن أخذته في المدرسة، وأول ما تبدئين به هو كتابة الواجبات المطلوبة في الغد، ثم بعد ذلك تبدئين بالمواد الأهم فالأهم، بحيث تسردين الدرس كاملاً من الكتاب، ولا تعتمدين فقط على شرح المعلمة أو تحضيرها، بل حاولي إلى جانب تقييدك ما أملته معلمتك من تحضيرها، أن تراجعي الدرس كاملاً من الكتاب من بدايته إلى حيث وصلتم في الدرس، وأثناء المراجعة تقومين بتقييد جميع المسائل الهامة التي تحتاج إلى حفظ أو دوام مطالعة في دفتر خاص، مرتبة إياها على حسب الدرس وموضوعه، وفائدة هذه الطريقة هي أنك سوف تقومين بالنظر في هذا الدفتر من حينٍ إلى حين، فيحصل لك بذلك سهولة استحضار للمواضع الهامة التي تحتاجينها في ذاكرتك وحفظك، مع سهولة الوصول إليها عند الحاجة.

4- إذا كان لديك نصوص تحتاج إلى حفظ، فحاولي أن تبدئي بها قبل الشروع في أي مراجعة؛ لأن الحفظ يحتاج إلى جهد وإلى ذهن صافٍ غير متعب، ثم بعد الحفظ تبدئين بالواجبات كما أشرنا سابقاً، ثم تبدئين بعد ذلك بالأهم فالأهم من مراجعة دروسك اليومية.

5- بعد الانتهاء من مراجعة الدروس اليومية، تقومين بمراجعة الدروس التي أخذتها بالأمس، حتى لا تصبح الدروس الماضية منسية غير حاضرة في ذهنك، فمثلاً عندما تكونين في يوم الاثنين فإنك ستراجعين ما أخذته في هذا اليوم ثم تراجعين ما أخذته يوم الأحد، وفي يوم الثلاثاء تراجعين دروس اليوم مع درس السبت الماضي...وهكذا؛ حتى تظلي دوماً مستحضرة لعامة الدروس السابقة والحاضرة، وهذا يُفيد فائدة قوية ويريحك جداً وقت الامتحانات، بحيث تجدين المراجعة بحمد الله سهلة وميسورة لقرب مراجعتك إياها.

6- ثم بعد الانتهاء من المراجعة تبدئين بتحضير دروس الغد، وهكذا على هذا النحو المستمر.

ونوصيك هنا بوصايا هامة وأكيدة:

1- لا تُجهدي نفسك كثيراً في الدراسة، بل حاولي أن تُعطي نفسك حقها من الراحة، وحقها من اللهو البريء والتسلية المباحة المشروعة، فإن النفس تمل، ولا بد لها من شيء يُعيد إليها نشاطها وقوتها.

2- حاولي أن تكوني قدوة في علمك، وقدوة في عملك أيضاً، فأنت بحمد الله طالبة علمٍ شرعي، ومن كان على هذه المنزلة العظيمة، فلا بد له أن يعمل بعلمه، فمثلاً إذا عرفت حكماً شرعياً واجباً، فابذلي جهدك بالالتزام به، وإذا عرفت أمراً ممنوعاً فابذلي وسعك في اجتنابه وتركه، وبذلك تكونين عالمة عاملة إن شاء الله تعالى .

3- حاولي أن لا تكثري التحدث عن اجتهادك، وعن قوة تحصيلك العلمي، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: (العين حق)، وقال تعال: {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق ...-إلى قوله-: ومن شر حاسدٍ إذا حسد}.

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والهدى والنجاح في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مدونه طفلي الاستشاريه © 2012 | الى الأعلى | تعريب وتطوير | مدونة الحوار الإسلامي المسيحي